السلام عليكم جميعا..
أرجو أن تكونوا بخير وعافية، وأن يتقبل الله صومكم وطاعتكم..
انشر تؤجر.. لا تخليها توقف عندك..
إذا ما نشرتها إنتا محروم..
شوف مين الأقوى إنتاا ولا الشيطان ..
أرسلها لعشرين وراح تشوف بيتك فيه عصافير...
عبارات لا يكاد يخلو يوم منذ أن نفتح الإيميلات أو حتى المواضيع إلا ونقرؤها، ربما هي تكون داعمة لتأنيب الضمير والوقوف خلفه بأننا فعلا محرومين من أجر عدم نشر هذه الكلمات أو الأفكار أو نحوها، ومؤججة ومشعلة للندم..
ولكن هل وصلت بنا السذاجة أن نصدق كل ما يقال أو ما يكتب؟!
وهل من العقل أن نجعل غيرنا من يقودنا ويقود عقولنا؟!
بالأمس القريب كان هنا بالقسم موضوعا يتحدث عن معجزة إلهية تتحدث عن أم عبث صبيانها بورقة من مصحفها، وعدما أتت لرؤية الورقة الممزقة وجدت أن لفظت (الله) نزعت من جميع الورقة
ومع الأسف نجد أن الكثير يصدقون من هذه الخرافات.
أيضا في نفس القسم هنا، وضعت أختنا العزيزة طالبة.مجتهدة موضوعا عن مدعي الألوهية، وكان نقلا، ولكن من كتب الموضوع استخدم الأسلوب المتخلف الذي تعودناه في أسلوب الخرافات، فانتقدناها جميعا وبشدة على ألا تنقل مثل هذه الأمور وألا تساعد في نشر هذه الخرافات وما إلى ذلك من الانتقادات التي أتتها
ولكن كان الموضوع حقيقة ولم يكن خرافة!!
فأجدها فرصة لأن أعتذر منها نيابة عن الجميع عما بدر منا لها.
لست مع الرفض التام ولا مع القبول التام، ولست ضد فكرة القراءة من كل ما نشاء، فلنقرأ ما نشاء ولنكتب ما نشاء، ولكن الأهم ألا نصدق كلما نقرأ، و لننتق مما نقرأ، ولننقد ما نقرأ سواء أكان النقد إيجابيا أو سلبيا، ولنجعل نسبة من الشك مع الثقة في مصداقية ما نقرأ أو ما نسمع أو ما نشاهد، والأهم أن نعمل عقولنا وفكرنا وقناعاتنا، وألا نجعل الآيات القرآنية أو الكلمات الدينية أو القَسَم ونحوها تكون مؤثرة علينا وعلى عواطفنا.
وألا ننقل كل ما نقرأه إلا إن كنا سنبدي رأينا فيه بعقل وقناعة، فكل الذي نتحدث به أو نكتبه أو ننقله عن أنفسنا أو غيرنا ما هو إلا مجهر يسلط الضوء على فكرنا وعقلنا، وما هو إلا أداة لتعرف بها الأشخاص وحماقتهم.
مما حصل سابقا، أنه قامت فئة من إحدى الشبكات الداعمة لأحد الأفكار لتبين مدى سذاجة عقول أصحاب فكر معارض لهم، وأنهم يصدقون كلما يقرؤون، فقرروا ما نصه:
"عندي فكرة مضحكة للغاية , الا وهي اختبار طريف لعقول المتأسلمين الخرافي.
اعتبر هذه لعبه , وهذه شروطها:
1- ان نقوم بكتابة موضوع قصير خرافي يحكي "قصة" او "حدث" حصل للمجاهدين او الشيوخ.
2- ان يشترك اكثر من عضو بهذه اللعبة.
3- ان لا تحتاج القصة الى مراجع تاريخية. اي ان القصة الخرافية يجب ان تكون خرافية عقليا.
4- يجب ان تحمل نبرة القصة النبرة الاسلامية الخرافيه التي تعوّدنا عليها.
بعد ذلك , سوف نقول بوضع القصة في احدى المنتديات الاخرى , ونقرأ الردود , ومن الافضل ان يتم النشر على اكثر من منتدى اسلامي.
وبعد انتهاء التجربة , سوف نقوم بدعوة اولائك الذي صدقوا ذاك الحدث الخرافي الى هنا حتى ينصدموا بالواقع المرير!! ما رأيكم؟"
فتم طرح الآراء حولها، وكان الاتفاق على إحداث قصة ( موجودة في المرفقات لمن أراد الاطلاع عليها) وفعلا تم الأمر، وفعلا انتشرت ووصلت لعدد كبير من الناس وتم تصديقها مع الأسف.
واختصارها..
جلبوا هاتين الصورتين:
وألفوا عليها قصة واستخدموا الآيات القرآنية التي هي أكثر وسيلة للجلب والتصديق، وكانت قوله تعالى:
" وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا"
وذكروا أنه خرجت عليهم في جهاز القياس الموجود في الصورة كلمة الله وهذه المعجزة لم يفسرها إلا عالم مسلم هندي وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان. 
يذكر الدكتور فهد السنيدي عن خطورة هذا الأمر قائلا " أن هناك رسالة سارت بها الركبان ومضمونها اتصل بالرقم.. في كندا وصوت لصالح نبيك ولا تبخل على نبيك بدقيقة من وقتك، انشر تؤجر وبعد التثبت من الرقم اتضح أن إحدى الشركات في كندا اتفقت مع شركة الاتصالات الكندية تخصيص الرقم ونشره بين المسلمين، من أجل كسب أموال طائلة قدرت بأربعين مليون دورلار في شهر واحد، فقد استغلت تلك الشركة عاطفة المسلمين تجاه نبيهم واستطاعت كسب تلك الأموال بسبب الاندفاع والحماس غير المنضبط"
لذلك أعود وأقول:
اقرؤوا ما شئتم، واطلعوا على ما شئتم، ولكن عندما تكتبون أو تنقلون أو تتحدثون بأنفسكم، فأعملوا عقولكم وقلوبكم، وليس عواطفكم.
كونوا بخير جميعا؛؛