عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 10-08-2010, 03:19 AM
الصورة الرمزية أمير القلوب

أمير القلوب أمير القلوب غير متواجد حالياً

مشرف مُتألق سابق

 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
التخصص: إدارة أعمال ( موارد بشرية )
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 5,010
افتراضي ][.. نفذ أفكارك السليمة... لا تتأخر!! ..][ (مقال أعجبني3)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نفذ أفكارك السليمة... لا تتأخر!!

فهد الضويحي

يسجل العالم عند مطلع كل شمس ما يزيد على أربعمائة براءة اختراع، وهذا شيء مذهل ورائع غير أن هذا الإنجاز البشري ليس لديه ضمان بأنه سيسهم على نحو تلقائي في زيادة رصيد الأعمال الخيرة والأخبار السعيدة والحلول النافعة، وذلك لأن هذا التقدم العالمي الكبير لا يسانده تقدم روحي وخلقي ملائم وقيم نبيلة ومبادئ أصيلة تحاصر الشر وتقلل من أنصاره قدر الإمكان.
إذ بات من الواضح أننا نعيش طفرة كبيرة من السيل الجارف في الأفكار والرؤى والحلول التي تنهمر في كل دقيقة، ولن أبالغ إن قلت في كل لحظة!
وإن الذي يعوقنا في تنفيذ هذه الأفكار وتحويلها إلى برنامج عملي ليس العقبات التي تواجهنا أو العراقيل التي تقف في طريقنا وإنما الخوف ذلكم الهاجس الذي يتربع فوق صدورنا والتردد في التنفيذ والرهبة من البداية وإدمان التأجيل والتسويف. حيث ذهب أحد الخبراء في التنمية البشرية إلى أن نحوا من 70% من كلفة الإنتاج اليوم يذهب إلى المعرفة والفكر والبحث.
والناظر في حركة الحياة يجد وراء كل قفزة حضارية وتنموية أشخاص مبدعون ورائعون رفضوا المبدأ القائل: (كل شيء تمام)، (الله لا يغير علينا) بوجهها السلبي، إنهم كانوا في كثير من الأوقات موضع استغراب من معاصريهم الذين يلمزونهم بكل لون من ألوان الوقيعة والشتم والسب.
لذا؛ فإنني آمل من كل من يجد في نفسه طموحا ويحمل في يده حقيبة من مشاريع الإصلاح والتنمية الشاملة التي تلبي رغبات جميع شرائح مجتمعه وبلده بأن يبعد مسافة 1000م (من المؤكد ستزيد مع تقادم الأيام، ولن تنقص أبداً!!) يبعد عن اليائسين والمتشائمين والمخفقين الذين يقتلون الطموح ويزرعون الشوك تحت أقدامنا!
علينا حتى نصل إلى أهدافنا أن نقلل من التفاعل والتعامل معهم لكي لا نصاب بفيروس (الخنازير) عفوا أقصد (التشاؤم) الذي يسيطر على (عقول) واسعة من بلدان العالم، وفي مقابل ذلك ننصح بالاحتكاك بأصحاب النظرة الإيجابية والروح المتفائلة والطموح العالي الذين يرفعون من المعنويات ويعملون على سد الثغرات دون ملل أو كلل وهم كذلك لا يضجرون من كل ضربة تقع على رؤوسهم بل يضمدون جراحهم فور وقوع الألم وينسحبون من مسرح (الجريمة الغاشمة) بكل هدوء وانسيابية عالية.
إننا لا نريد أن نقول: ليس لدينا أخطاء، ولا ترتكب حماقات كبرى من قبل أفراد ليس لديهم الوعي التام والفهم الناضج في قضايا مجتمعاتهم.
والخطأ الذي يقع، علينا أن نحاصره ونضيق عليه الخناق، كما علينا أن نمنح صاحبه فرصة للتصحيح والعودة للعبور من المكان الصحيح، وكما يمكننا أن نعمل على عزل (أصحاب النوايا السيئة) و (أرباب الفكر المنحرف) عن مناطق العمل والإبداع والتفكير الملحق في سماء المجد.
إن الخطأ وجد منذ الخليقة وإن الحراك الثائر بين آدم وحواء سيبقى ما بقيت الحياة، وكذلك الصراع بين القوى الخيرة والشريرة هي الأخرى ستظل جدلا يسيطر على أحاديث الناس في كل العصور.
ويبقى ثلة من الأفذاذ والعظماء والمصلحين ينظرون إلى هذه المعادلة نظرة فاحصة متزنة دون إفراط أو تفريط ولديهم قائمة بالأولويات ويدركون أن التدرج في التصحيح والتوجيه بالتي هي أحسن جزء من العملية العلاجية، كما أن العمل على الجانب الوقائي سيحقق لهم مكاسب أكبر ونتائج أفضل من الجانب العلاجي في معالجة كل ظاهرة تطرأ أو عادة موجودة قبل أن توجد هذه المنازل والناطحات.
إن توجيه عبارات التشجيع اللفظي مثلا في المؤسسة التربوية والتعليمية (المنزل والمدرسة) مثل: (أحسنت.. رائع.. استمر.. بطل.. لو سمحت أشرح فكرتك أكثر...) وغير اللفظي مثل: (الإيماء.. التأصل البصري.. رفع الحاجبين.. زم الشفتين (لغرض التوضيح). يحفز الأبناء لعرض أفكارهم ويثير دافعية الحديث والمشاركة في البناء والنقد وتقديم المقترحات بصورة متكررة تفيد المجتمع في قادم أيامه.
إنه يمكننا القول: إن تنفيذ الأفكار أصبح أمرا ضرورياً بحاجة ملحة وإن التأخر في عرضها أو رفضها لأي سبب غير منطقي ومقبول سيولد مناخاً غير صحي وسنجني من جرائه عاهات مستدامة وأمراض مزمنة يصعب منها العلاج أو أننا سنقوم بمقاومتها لكن بتكاليف باهظة.
إن طمس هوية الفرد وسلب أفكاره ووصمها بأوصاف مخجلة ومعيبة سيولد لديه مناعة ضد كل فكرة رائدة ونصيحة ثمينة ومشروع عملاق!
وفي دراسة أخرى تثبت أنه في كل دقيقة يولد مغفل، فإننا نحتاج أيضاً لأفكار تحمي المجتمع من أمثال هؤلاء وغيرهم من أصحاب الحلول الفردية والتي تأتي- أحياناً- على طريقة خدمة الوجبات السريعة، سريعة التحضير وشهية في المضغ غير أنها لا تفيد الجسم بل تحدث نتوءات وتشغل حيزا ليس هذا مكانها!
دعونا نمنح أنفسنا قدرا من العمل القليل إلا أنه يحمل صفة الديمومة والاستمرار والجدية في تنفيذ الأفكار مهما كانت يسيرة أو قليلة في نظرنا ولنبدأ من دواخلنا بترميم التشوهات النفسية والخلقية والروحية ثم لننطلق نحو أفراد الأسرة ومن بعده الحلقة الأكبر وهو المجتمع ذلك النسيج المتصل والممتد والذي سيعمل سياجا منيعا وصلبا لحماية هذه المنطقة من دخول (...) الغير مرحب بهم.
نفذ أفكارك الآن... لا تتأخر، نفذ فكرة علها تفيد بلدك وتنفع مجتمعك، نفذ فكرة فربما أنقذت أمة وكشفت لها سبل النور وطريق الضياء. كم من فكرة أسهمت في رقي شعب كامل ونقلت بلدا من مراكز متأخرة إلى مصاف الدول العظمى ومنحته وسام العز والشرف والسؤدد.
نفذ فكرتك في إنشاء مصنع، نفذ فكرتك في إيجاد دواء ينقذ البشرية من ويلات الأمراض والأوجاع، نفذ فكرتك في بث قناة رائدة وفضاء نقي ينقل الصورة المثيرة والعفيفة التي لا تخدش الذوق العام وترفع الوعي لدى المشاهد والمتابع، نفذ فكرتك في كتابة مؤلف يصحح الفكر ويرسم المنهج ويحدد المعالم على الطريق، نفذ فكرتك في تقديم فيلم درامي وسينما تخطف الأبصار بعيدا عن الإثارة الجنسية ومشاهد عنف تثير القلق والمخاوف لدى الأطفال الأبرياء ومشاهد مبتذلة لا تتسق مع التقاليد والعادات الحسنة الكريمة، نفذ فكرتك في مشروع شبابي يجدون فيه متنفسهم ويروحون به ضغوطات الحياة وينمي لديهم الإبداع ويفجر الطاقات، نفذ فكرتك في نوادي نسائية محافظة وملتزمة بأنظمة ودستور بلادنا الغالية، نفذ فكرتك في تقديم الدورات التطويرية والإبداعية في شتى المجالات ومختلف الاهتمامات، نفذ فكرتك بكتابة مقالة أو مشاركة هاتفية أو حضور منتدى اقتصادي أو ثقافي أو رياضي يخدم قضايا شباب بلدك المعطاء.
إن الشاعر عنترة حين عزم على تنفيذ كتابة قصيدته لم يدر بخلده أنها ستبقى خالدة بين المعلقات العشر، وإن الشيخ الجليل محمد بن عبدالوهاب حين عزم على تنفيذ مشروعه الإصلاحي بتعاضد من الأمير محمد بن سعود تم لهما ما أرادا، وإن القائد نيلسون مانديلا حين عزم على مناهضة فكرة مقيتة وبغيضة فاحت في أرجاء بلده الجميل تحقق له ما أراد واستقبل الأبطال ولقي حفاوة قل نظيرها في هذا العصر، وإن الداهية شكسبير حين عزم على تأليف مسرحية تمت أمنيته فأصبحنا نقرأ مسرحياته وأعماله الخالدة وأعيننا مشدودة، وإن صلاح الدين حين عزم على فتح بيت المقدس وتهيأت له ظروف مواتية في تلك الحقبة التاريخية عاد بطلا وظفر بإنجاز تاريخي وحدث استثنائي مبهر.
كل هؤلاء وغيرهم نفذوا أفكارهم ومضوا في طريقهم غير آبهين بما لحقهم من لذعات النقد وسياط التجريح فماذا فعلنا نحن إزاء تلك الأفكار التي تحاصرنا أينما اتجهنا ولا أبالغ إن قلت وتنام وتستيقظ معنا غير أنها لم تجد طريقاً تنفذ من خلاله مع أن الأبواب مشرعة أمامها!!
ولتحمل هذه اللافتة معك، أو لتضعها في جهاز هاتفك كمنبه يوقظك حال غفوتك عنها كما أنني أرجو ألا يدوم هذا المنبه لديك كثيراً!!: (كلما تقدم بي العمر زاد إنصاتي إلى الأفراد الذين لا يتحدثون كثيرا!!) - جير مين - جليدن
نفذ أفكارك.. لا تتأخر!!

المصــدر


سلم لنا قلمكـ أخي وصديقي وحبيبي فهــد ... مقال في غاية الروعة والجمال ... أعجبني كثيراً ... ونقلتـهـ ... هنا .. لمناسبتــهـ وملائمتـهـ لنا ...
فـ الكثيــر منا لديــهـ أفكار ... لكن متى وكيف ينفــذ ..؟ الأسئلة كثيـرهـ .. أتنمى وجود قلمكـ بيننا ..

أنتظر آرئكم .. وتعليقاتكم .. كما عودتمونا .. على أحر من الجمـر .. لما للموضوع من أهمية في حياتنا ..

 


توقيع أمير القلوب  

أنت الزائر
رقــــــ ــــــم




سبحان الله وبحمـدهـ ،، سبحان الله العظيـم
سبحان الله وبحمـدهـ ،، سبحان الله العظيـم
سبحان الله وبحمـدهـ ،، سبحان الله العظيـم

يَ الله



( إخْوَاَنَنَا فِيْ سُوْرِيَاَ مِنْ لَهُمْ غَيْرُكَـ )




يَ رَبْ ~


آسمى آيات الشكر والعرفان لكم إدارتنا الموقرة
محمد / الصقر / صوت الفجر
خالص التحايا لكم

 

رد مع اقتباس