عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 27-07-2010, 07:51 PM   #45

Najlaa.H

جامعي

الصورة الرمزية Najlaa.H

 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
التخصص: English
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثاني
الجنس: أنثى
المشاركات: 1
افتراضي رد: فـي رحـاب الأدب والأدباء ( مقتطفات نثرية / شعرية )

وكأني بصولاتِ وجولاتِ "المهنّد" في وطيس الادب، ارى ماينبي عن عقلٍ راجح يكاد أن يصبح به دولةً من القوّة..!


مع أنّها المرّة الاولى التي اجوب فيها مساحاتِ الشعر والادب واستظلّ تحت غمامها السخيّ، سوى أنني ادرك أنّ كلّ حرفٍ من انتقاءك هو فيض من غيض كريم، ورسول فكرٍ نبيل يندر في هذا الزمان ويشقُّ على المرء البحث الحثيث عنه احياناً.



كتبَ الأديبُ الكبيرُ الأستاذ مصطفى صادق الرافعي المتوفى1356هـ _رحمه الله تعالى_ مقالةً رائعةً في معنى «الأدبِ والأديبِ» في كتابِه «وحيُ القلمِ» الذي هو مجموعُ مقالاتِه التي كانت تُنشَرُ له في «مجلةِ الرسالةِ» . ومقالتِه «الأدبِ والأديبِ» تقعُ في الجزءِ الثالثِ («وحي القلم» ج3 :ص202 طبعة المكتبة العصرية).

وأحببتُ هنا أن أنقلَ بعضَ كلامِ الأستاذِ في معنى «الأدبِ والأديب»، وفائدةُ قراءةِ كلامِ الأستاذِ أكثرُ من مجردِ القراءةِ العابرةِ لفكرِ مثقفٍ أو أديب، بل الفائدةُ في اقتناصِ أسلوبِه والتمتعِ باختيارِه المفردات وترسُّلِه في كلامِه. ولا أخالُ طالبَ المعرفةِ إلا قارئاً النصَّ مرتينِ أو أكثرَ.

وهذا مانراه ونلمسه في شخص مهنّد..
طالب معرفةٍ وجدت فيه اهلاً لأن يكون رايةً وعلماً يشار له بالبنان.




يقولُ الأستاذ:
(( الغرضُ الأولُ لِلأدبِ المُبينِ أنْ يَخلقَ لِلنفسِ دُنيا المعاني الملائمةِ لتِلك النزعةِ الثابتةِ فيها إلى المجهولِ وإلى مجازِ الحقيقة، وأن يُلقيَ الأسرارَ في الأمورِ المكشوفةِ بِمَا يتخيَّلُ فيها، ويردَّ القليلَ منَ الحياةِ كثيراً وافياً بِمَا يُضاعِفُ من معانيه، ويتركَ الماضيَ منها ثابتاً قارًّا بِمَا يخلِّدُ من وصفِه، ويجعلَ المؤْلِمَ منها لذيذاً خفيفاً بِمَا يَبُثُّ فيهِ منَ العاطِفَة، والمملولَ ممتعًا حُلْواً بِمَا يكشِفُ فيهِ منَ الجمالِ والحِكْمة؛ ومَدارُ ذلك كلِّهِ على إيتاءِ النفسِ لذَّةَ المجهولِ التي هيَ في نفسِها لذَّةٌ مجهولةٌ أيضاً؛ فإنَّ هذه النفسَ طُلَعَةٌ متقلبة، لا تبتغي مجهولاً صِرْفاً ولا معلوماً صِرْفاً، كأنها مُدْرِكةٌ بفطرتِها أن ليسَ في الكونِ صريحٌ مطلقٌ ولا خفيٌّ مطلق؛ وإِنَّما تبتغي حالةً ملائمةً بين هذين، يثورُ فيها قَلَقٌ أو يسكنُ منها قلق. )) اهـ كلام الأستاذ.
حملني بذلك على كثيرٍ من المشقة بكلماته،،
كيف لا وما الاديب إلا قلبٌ تلّون بكلّ الوان الحياة ومع ذلك فلم يجرد من العقل ورماديته الصمّاء احياناً..!
وبين هاذين يكون "الانسان" كالصخر منصفاً للحقائق، وكالماء العذب الزلال بالعواطف.






كانَ لا يَدخُلُ في دعوى، ولا يشتركُ في مِراءٍ، ولا يُدْلي بِحُجَّةٍ حتى يرى قاضياً عدلاً وشهوداً عُدولاً.
لو كان في الدنيا مثل هؤلاء لما قوضت اركان العدل حتى اصبح يطالب بردّ من يطغى عليه..!



وقوله -الرافعي-:
« ... ولا يستخرجُ عجبها شيءٌ كما يُعجبُها الكلامُ المفنَّنُ المشرِقُ المضيءُ بروحِ الشعرِ؛ فهو حلاها وجواهرَها؛ وما لسوقِ حبِّها من دنانيرٍ غيرَ المعانيَ الذهبيةِ؛ فإنها لا تبايعكَ صفقةَ يدٍ بيَدٍ، ولكن خفقةَ قلبٍ على قلبٍ »
جمعت بذلك لبّ الحبّ البليغ، وادركت مجاهيل قلب المحبّ وخلجات نفسه العميقة في حبّها لادبه النقيّ الصادق.


اقتباسك الاخير « ومن حرَّم الكلامَ في الحبِّ ؟ » للشيخ الطنطاوي، قيّد لفظ الحبّ واحاطه بسياج الفضيلة الممتنعة بذلك عن كلّ رذيلة تضادها، واباح الحبّ كما لو كان شراباً سائغاً لمن احسنوا تذوقه واستحسانه.


دام مدادك عطراً كروحك، ودمت في مضمار الادباء فارساً نال قصب السبق في مضماره.


نجلاء،،

 


التعديل الأخير تم بواسطة Najlaa.H ; 27-07-2010 الساعة 07:54 PM.
Najlaa.H غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس