فتيات على طريق الموت
يروي لي احد الأصدقاء قصته قائلاً:
اعيش في محافظة في القرية الجنوبية (يتحفظ الراوي عن اسمها)في اسرة محافظة مكونة من 5بنات و4اولاد اساسها قائم على العادات والتقاليد .تخرجت اختي الكبرى من الثانوية العامة وكان طموحها ان تكمل الدراسة الجامعية تخصص فيزياء لكن لعدم توفر كليات في محافظتي ووعورت الطرق المؤدية الى اقرب كلية حيث كان الطريق صحراوي اقترحت اختي على ابي ان تسكن مع عمي الذي يعيش بمقربة من الكلية فرفض ابي ذلك لسبب وهو((هذا عيب .المرأة علمها في بيتها و عند رجلها))
تحسرت اختي وقضت اسبوع تبكي وتتوسل الى ابي ان تكمل لكن رفض وبعد مطالبات دامة سنتين وافق ابي على ذلك بشرط ان تدرس اختي انتساب تخصص جغرافيا .
لم يكن لأختي خيار فقبلت ذلك تلتها اختي الأصغر منها سنا التي ارادت ان تكمل علم نفس لكن الظروف والتفاليد والعادات حالت دون تحقيق احلامهن.
بعد مرور 3 سنوات على دراسة اختاي الكبيرتين .تخرجت اختي الوسطى واختي الأكبر ني سنا بنسب ممتازة وكانتا تحلمان بأن تكملى دراسة ادارة اعمال بجامعة الملك عبد العزيز نظراً لأن اخي يعيش هناك فوافق ابي فرحت اختاي كثيراً وتم قبولهما بكل يسر وسهولة وكانتا متحمستين لكن ظروف اخي المعيشية حالت دون تحقيق الحلم .اختي التي تسبقتي سنا تبكي كل يوم تريد ان تكمل دراستها وتحقق حلمها ولكن هل من مجيب .لقد كان قلبي يتفطر على ضياع مستقبل اخواتي .فقرر ابي ان تكمل اختي الوسطى والأكبر مني سنا الدراسة بجامعة الملك خالد.ذهبت مع ابي الى عمادة القبول بأبها وكانت الشروط التي فرضتها الجامعة مستوفية لدى اخواتي لكن لم يتم قبولهن حجة ان النظام لا يسمح بقبول الطالبة التي مر على تخرجها سنة .وعدنا بالخبر السيء صعقت اختاي وكن تبكين على مرارة الظلم وعدم توفر كليات لدينا مع اننا اكبر محافظة في المنطقة الجنوبية من حيث المساحة .لكن يبقى الأمل .......
مع بداية السنة الدراسية 1430 اخبرت احد صديقات اختي ان هناك كلية تربية بوادي الدواسر تبعد حوالي 300كلم من المحافظة .فرحة اختي بالخبر وفي اليوم التالي ذهبت هي وامي وابي الى الكلية .عندما تقدمت اختي بالطلب اخبرتها احدى الإداريات بأن القبول انتهى صدمت اختي لكن لم تيأس وذهبت الى عميدة الكلية وبعد مطالب وتوسلات تمكنت اختاي ون ارتداد الكلية لكن كان التخصص دين .الآن يذهبن كل يوم من الساعة 3 فجراً لكي يتمكن من اكمال دراستهن بالرغم من المحاطر و رغم غلاء ايجار السائق 1000ريال للطالبة مع ان المكافأة 880ريال .
هن لا يردن مالاً ولا عونا هن يردن كلية في محافظتهن تخدمهن لكي يخدمن وطنهن
وانا من هذا المنبر اوجه رسالة للمسؤولين في وزارة التعليم العالي بالنظر في حال الطالبات في المحافظات والقرى اللاتي مللن من كثرة المطالب بتوفير كليات لهن تخدمهن وتخدم اهاليهن .وشكراً
التعديل الأخير تم بواسطة فتى تثليث ; 24-06-2010 الساعة 11:30 PM.
|