اخي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
اعلم اخي الفاضل ان المؤمن يبتلى على قدر ايمانه وان من الناس من يبتلى بالمصائب والهموم حتى يسير على الأرض ولم يبقى عليه من ذنوبه شئ
وكذلك اعلم ان العبد يكون قد قدر الله له منزلة في الجنة لم يبلغها بالعمل ولكن يمنحه الله من هذه البلايا الشئ الكثير ويرزقه الصبر عليها حتى يرتقي ويرتقي الى ان يبلغ المنزلة المقررة له في الجنة
فاسال الله تعالى ان لا يضيع لك اجر وان يجازي موتاكم الجنة وان يجازيكم بالصبر بخير الجزاء
اخي الكريم ... مهما كان مصابك جلل الا ان لك ان تقارنه بمصيبتنا جميعا وسائر أمة محمد صلى الله عليه وسلم بموت رسولهم الحبيب الرحمة المهداة صلوات ربي وسلامه عليه والذي بموته انقطع الوحي من السماء وفقد الصحابة اعظم وارحم قائد عرفه التاريخ .. فأي مصيبة تلك التي ابتلوا بها
واعلم كذلك اخيي انه مهما كان بلاء الله عظيم ولكن كان من الممكن ان يكون اعظم ... فالحمد لله على مصيبتك ان لم تكن اعظم
وكيف تكون المصيبة اعظم ؟؟
بأن تكون في الدين والايمان
يروى عن احد السلف انه ابلغ عن غرق سفينة في البحر كان فيها كل امواله فقال الحمد لله
ثم بعد برهة من الزمن عادوا له وقالوا ان امواله كلها نجت من الغرق فقال الحمد لله
فسالوه ما قولك الحمد لله في المرتين
فقال " في الأولى وعند سماع المصيبة والابتلاء نظرت الى قلبي فلم اجده تغير او تأثر من ذلك المصاب حزنا فقلت الحمد لله ... ثم في الثانية اتيتم بالخبر الطيب ونظرت الى قلبي فلم اجده تأثر فرحا بالدنيا فقلت الحمد لله
والشاهد ان بقاء الدين هو من اجل النعم التي يكرم بها الله سبحانه وتعالى من يصطفيه من عباده وكل شئ غير ذلك لو زال او بقى فلا يقارن ببقاء الدين
ثم الحمد لله ان لم تكن اعظم حيث ابقى له الله سبحانه الابن والذي اسال الله ان يكون له خير خلف ومعوض عن الذين فقدهما
"يروى عن عروة بن الزبير انهم عندما بتروا احدى قدميه لمرض فيها واثناء غيبوبته من الزيت الحار وقت البتر ايضا يصاب بان غارت فرسه على ابن صغير له فقتلته
فلما فاق قالوا والله ما ندري يا عروة فيم نعزيك افي قدمك ام في ابنك
فقال لهم الحمد لله ان كان قد اخذ قدم واحدة فقد اكرمني ببقاء قدم اخرى
وان كان قد اخذ ابني فقد انعم على بثلاثة غيره "
كلمات بسيطة اخي الكريم اعلم بأنك اعلم مني بها ولكن احببت ان اشاركك بها مصابك
واسال الله ان يوفقنا بالدعاء له و لك في ظهر الغيب وان يجبر كسرك ويهون عليك مصيبتك
انه سميع مجيب