[علي العسيري]

في رثاء الثريا

ونحن صغارا كانت الخرافه تلاحقنا في كل مكان كانت تكبل مسيرتنا في كل النواحي .. كانت تترصد لنا ذات اليمين وذات الشمال ,هل سمعتم بالغول ؟ وهل سمعتم بالوحش ذو الثلاث قوائم ؟ هل سمعتم وهل سمعتم حكايات النجوم ؟ كانت كل تلك الحكايات حكرا على ظلماء الليل , نرفع ابصارنا الى كبد السماء حيث النجوم الزواخر كنا نعد النجوم ونخطيء ونعيد العد , وكأن هناك نجمة شاردة , او مولدة متلألئة جديده تبشر باسطوره قادمه , كنا نسأل عن كل شيء وكان الزمن الغابر الجميل يجيب عن كل شيء بما تجود به ادبيات الاسطوه القديمه , سألت امي عن تلك النجوم السبع المهاجرات نحو الشمال , فاخبرتني أي بني انها قصة خالده خلود الاسطوره عن خمسة اخوه يطوون مسافات السفر البعيد يحملون الام على اكتافهم وخامسهم اعرج يسير خلفهم ويتبعه كلبهم سابع سبعة , في مسيره سفر بعيد يسلكون طريقهم بين المجرات السحيقه .. يروون لكل الازمان والعصور كيف يكون البر بالوالدين وكيف تحمل الامهات على الاكتاف مسيرة دهر ومسافة مليون سنه ضوئيه مدونه فوق الرؤس ,,
غابت الثريا وتوارت ( نجوم الشمال ) وغاب معها عبق الماضي الجميل وتلاشت اساطير الزمان , وحل مكانها زمان الصمت وزمن القطيعه في زمن امكانات تقنيات الوصل وجفاء الهجران في زمن توارت النجوم خلف شعاع العصر العولمي المجوج صخبا وازدحاما , المترف بالمشاغل حد الاختناق ,,
لقد كانت من تروي تلك الاسطوره يومها لايساورها ادنا شك ان حدود العولمه هي نهاية ذاك الوادي الفاصل بين قريتنا والقرى المجاوره لنا,, وتجزم ان نهاية الكون عند نهاية ذاك الجبل المحيط ,,
لقد كان الايميل والجوال والمسنجر والاسكاي بي يومها مجرد نداء من جارتها لتستحث الخطى ملبية الطلب وتلتحم السواعد للترجم سر التحام القلوب ,, عندها سرعان ماينتهي اليوم الى اجتماع على وليمه تجمع كل الجيران ,, ليتفقد الحاضر منهم الغائب ,,
واليوم تخرج من المسجد لتقع عينك على اقرب الجيران من يدير لك ظهره معنونا انه متواجد في حالة مشغول ,,,

احب تلك الاسطوره لأنني حفظتها من ذاك اللسان الصدوق من ذاك المحيا السموح عند ذاك الحظن الدافي واستسقيتها من ذاك اللبن الأسن عند ذاك الوجد الجميل ,, ( جعلني الله فداك يا امي وحفظك لنا واسبق عليك لباس الصحة والعافيه ) ,,

ارجوكم ادعو لها بالصحة والسلامه ....................... لاعدمتكم جميعا ولا اراكم الله مكروه ,,