[دمعة غموض]

(هوس النحافه عند بنات الجامعه)

"نحفانة شي؟ سمنانة شي؟ بدي نحف حالي، حاسة حالي سمينة! هي الأكلة بتسمن مافيي آكلها..." وغيرها الكثير من العبارات التي يمكن أن تسمعها في حال جلوسك لفترة مع إحدى الفتيات هذه الأيام، فقد اصبحت مشكلة النحف والسمنة أساسية في حياتهم،

ولأجل ذلك يضطر بعضهم إلى الصيام طوال النهار أو الإقتصار على وجبة واحدة، أو أو.. وما إلى ذلك من طرق لإنقاص الوزن، وذلك إما مسايرة لمعايير الجمال المستوردة من الغرب عبر وسائل الإعلام وإرضاء الجنس الآخر، أو فقط من أجل الشعور بالراحة النفسية، وإرضاء الجنس الآخر أيضاً كما قالت إحداهن.
أنواع عديدة وبسيطة وشائعة.. ومشاكل متنوعة..
رنا 25 عاماً وطالبة جامعية جربت أنواع كثيرة من الريجيمات لتخسر من وزنها وقالت لسيريانيوز أنها "وصلت لمرحلة في أحد الريجيمات القاسية التي اتبعتها، أغصبت نفسي خلالها على تقيء الطعام الذي تناولته في حال شعوري أنني تناولت قدراً زائداً منه، ما أدى إلى مشاكل في معدتي وجهازي الهضمي، وعندها احلت إلى الطبيب".
وتابعت رنا "أنا أهتم إلى اليوم بمظهري وشكلي لكي يكون متناسقاً لكني في المقابل لا أستطيع أن أعرض نفسي مرة اخرى للسمنة، فأنا أراقب طعامي يومياً وأضبطه قدر الإمكان".
"سلوى (27) قالت لنا عن ريجيمها القاسي كنت أشرب حوالي إبريقي ماء في الصباح، لأخفف من شهيتي طوال اليوم، وعشت أياماً على تناول الكعك فقط، لأنقص من وزني وأحمي جسمي من السمنة".
سلوى الذي يبلغ وزنها 60 كيلوغرام اخبرتنا بأنه "ترافق الريجيم مع بعض المشاكل في معدتي لكنها محمولة، وأنا أتابع حمياتي وريجيماتي إلى اليوم لأحافظ على شكل جسمي، ففي حال تقصيري عن الريجيم سيزداد وأصاب بالسمنة" وتابعت "أسعى حالياً لإنقاص وزني حوالي خمسة ك/غ على الأقل".
أما شذا سنة ثانية أدب إسباني 60 ك/غ فلم تكن راضية جداً شكل جسمها فهو قابل للسمنة، بحسب قولها، وتابعت حديثها لسيريانيوز بأنها تتبع "ريجيمات أخذت طرقها من التلفاز وصديقاتها، وكان لها نتائج سلبية مرافقة للنحف، كفقر الدم ومشاكل في الجهاز الهضمي".
ومن جهتها لم تكن لارا طالبة الإقتصاد في السنة الرابعة راضية عن 2 ك/غ زيادة في وزنها الـ 50 وقالت لسيريانيوز "أصاب بقلق كبير في حال شعوري بزيادة وزن، ولا يمكنني التخلص من الحميات والريجيم، فجسمي قابل للسمنة" وأكملت "أعاني أحياناً من آثار جانبية سلبية للريجيم والحمية كضعف نمو الشعر وتساقطه إضافة للعصبية من غير سبب".
الموضى بدها نحف
هاجس الموضة عند البنات أيضا يلعب دوراً في التأثير على القرار بتطبيق نظام للحمية، وبهذا الصدد قالت لنا إباء (18 عاماً) "أتبع الريجيم لأنني أواجه صعوبة كبيرة عند انتقائي للملابس، فالموضة اليوم مخصصة للفتيات النحيلات، أما المقاسات الكبيرة فلا يعتنى فيها من حيث الشكل" وتابعت "شاشات التلفاز اليوم تعرض الفتيات مثاليات الجمال على أنهم نحيلات، وتناسبهن كل ما صمم من الموضة".
مخاطر الريجيم العشوائي والنحف
وفي لقاء لسيريانيوز مع خبيرة التأهيل البدني والعلاج الطبيعي، والمدربة في إحدى النوادي المهتمة في تخفيف الوزن الدكتورة إيمان مزهر قالت إن "اسوأ أنواع الريجيمات الشائعة بين الفتيات اليوم والخاطئة، هي ريجيم النوع الواحد من الغذاء، لأن رفع نسبة معينة من الغذاء على حساب أخرى تؤدي إلى خلل بالجسم" وحذرت مزهر من خطورة "اتباع الريجيمات الموجودة في المجلات حتى لو كتبت من قبل أطباء مختصين لأنها تفيد فقط حالات معينة وليس الكل، فلكل جسم طبيعته والريجيمات التي تناسبه".
وتابعت "هناك أدوية وأعشاب موجودة في السوق تسبب الإطراح السريع أو الإسهال، وهي خطيرة جداً على حياة الناس، فتسهيل عمل جهاز الهضم يؤدي لكسل بالأمعاء، ويصل المريض احياناً لدرجة لا يمكنه أن يطرح الفضلات من دونها، أما أدوية الإسهال فقد تؤدي مع الزمن إلى نقص كمية المياه في الجسم، فلذلك يجب تناول هذه الأدوية بإشراف طبيب".
وأكملت الدكتورة إيمان حديثها بأن "الريجيم العشوائي يؤدي إلى مشاكل في الدم وانخفاض نسبة الحديد في الجسم، ويؤثر على الكتلة العضلية لأن عدم تناول غذاء متوازن يصيب الجسم بالهزالة ويصبح غير قادر على مقاومة الأمراض".
وتابعت خبيرة التأهيل البدني "يؤدي الريجيم العشوائي أيضاً إلى خلل هرموني، لأن الأطعمة التي نتناولها تعمل كحافز لعمل الغدد، وفي الريجيم العشوائي يختل عملها ما يؤدي إلى خلل في الهرمونات، والجسم المتعود على ثلاث وجبات يومياً ثم يكتفي بوجبة واحدة يختل جهازه الهضمي".
وأوضحت الدكتورة مزهر أن "النحف قد يصيب الفتيات في المستقبل بمشاكل كثيرة كخلل في الدورة الشهرية وصعوبة في الحمل بعد الزواج لأن الجسم لا يستطيع التغذي بشكل متكامل، ولا يجوز اتباع الريجيم النظامي إلا بعد مرور سنتين على الأقل على البلوغ، لأن الريجيم قد يؤثر سلباً على نمو الجسم، والطول وعلى الدماغ".
وتابعت مزهر "وسائل الإعلام هي التي أوصلت فتيات هذا الجيل إلى هنا، فمشكلتهن هي الإفتقار للتوعية سواء من ذاتهم أم من اهلهم".