[حسين العبدلي]

كالقارب الذي تتلاطمه أمواج البحر الهائج فلا يملك إلا أن يستسلم لبحرٍ أبعد وأعمق منه، هكذا كنتُ يوم وقعتُ في مشنقةِ الخيال ، فغنيتُ وطربتُ حد السكر، من"هل رأى الحب سكارى مثلنا" إلى" يا مركب الهند يا بو دقلين"إلى " أحب أسافر مع سحابٍ تعلَّى، وأحب فوق الغيم لمع البروقين" إلى ما لم يقال في عوالم الخيال من الحروف والأشياء واللا أشياء، ولكأنه الخيال لا يخرج عنه، وإن جمَّلناه بشيء من واقعنا فإننا لا نريده إلا في الخيال لأن جماله يقترن وهذا الخيال، وإذا ما اقترب هذا الخيال ليكون واقعًا تبرم منه البعض ..وكأنهم لا يريد مفارقة الجمال!
وبعد أن شببتُ عن الطوق تركتني وهذا الخيال وعشتُ عالمًا آخر هو مؤلم بطبيعته، لكنه أقل من أن تظل روحك حبيسة الخيال فتحرقها نار الواقع حين استيقاضها من ذهولها، فالواقع يعلمنا أن نعتاد على أن تباع قلوبنا وتُشترى دائمًا، وإذا اعتدنا ذلك خف وهج النار الذي به تكوى قلوبنا.