[E M A N]

ششُششكراً يآ قُمرآت
وهذي القطعه يآ غآمديّه :)
.
.

الكاتب كالمصور كلاهما ناقل وكلاهما حاك إلا أن الأول ينقل مشاعر النفس إلى النفس, ينقل الحس إلى الحس, وكما أن ميزان الفضل في التصوير أن تكون الصورة والأصل كالشيء الواحد كذلك ميزان الفضل في الكتابة أن يكون المكتوب في السطر خيال المكنون في النفس.
بهذه العين التي لا أزال أنظر بها دائماً إلى الكتابة والكتاب أوازن بها بين أقدارهم ومنازلهم. كنت أقرأ ذلك الأسلوب العذب البديع الذي كان يكتب به المرحوم جرجي زيدان كتب و رواياته فأتخيله مرآة نقية صافية قد أرتسمت فيها صورة نفسه جلية واضحة لا غموض فيها ولا إبهام وقليلاً ما كنت أجد في نفسي هذا الشعور عند النظر في كتابه سواءه لأن الكاتب إن استطاع أن ينال ثناء الناس وإعجابهم ببلاغة لفظه أو براعة معناه أو سعة خياله أو قوة حجته فإنه لا يستطيع أن ينال الثقة في نفوسهم إلا إذا كان من الصادقين المخلصين. كنت أرى عذوبة نفسه في عذوبة لفظه وطهارة قلبه, في طهارة لسانه وصفاء ذهنه, في وضوح أغراضه و مراميه وجمال ذوقه, في جمال ملاحظاته و استنتاجاته, وكان خير مايعجبني فيه ترفعه عن مجاراة المتكبرين من كتاب الألفاظ و لأنه كان يؤثر أن يتعلم منه الجاهلون على أن يرضى عنه المتحذلقون.
مصطفى المنفلوطي .

.
.

هذا واللّهُ أعلم