الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد :
حسن منك أن تسعى إلى تزكية نفسك بسؤالك عن طرائق البعد عن الحقد والكراهية , ولتحقيق ذلك يحسن بنا أن نعلم أن منشأ الحقد والكراهية عادة موقف غضب , يدفع الإنسان للإنتقام فيسعى لرد مكانته التي يعتقد أنها تأثرت , وحتى ندفع ذلك عن أنفسنا وقلوبنا , يجب أن ننظر إلى الأمور من حولنا نظرة واثق كبير في نفسه , تقول العرب :
(( وليس كبير القوم من يحمل الحقد )).
فالعظماء لا يبالون بأقاويل السفهاء , ولا يلقون لها بالاً , بل إنهم يقولون :
(( وأتعب من عاداك من لا تشاكله )).
والمعنى : أنك كلما تجاهلت عدوك , كلما كان موقفك أعلى وأفضل , هذا كله جواب تقتضيه الأعراف الأدبية
أما شرعاً :
فالمسلم يعفو ابتداءً , ويتغافل عما لا يعجبه , ويتأسى بالقرآن , قال تعالى :
(( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )).
ثم لماذا نَكره بعض من حولنا ؟ أليس فيهم شيء إيجابي ؟ بل أليس فينا أشياء سلبية ؟
فلنكن منصفين , ننظر للأمور بميزان من يعرف الدنيا , وعدم خلوها من الأكدار , فتطمئن نفوسنا , وتستريح قلوبنا , فلنجرب الإحسان إلى من يعادينا , وللننظر إلى أثر ذلك عليه , فإن تغيروا إلى الأحسن فقد كفانا الله مؤونة الكراهية , وإن بقوا على عداوتهم , وأصروا , فأمثال هؤلاء لا يستحقون أن نشغل أنفسنا بهم.
ختاماً :
لا أشك أنك تطلب الجنة , ولا تنال الجنة بشيء أعظم من سلامة القلب , قال تعالى :
(( إِلاَ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )).
الشيخ صالح بن عواد المغامسي