عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 25-10-2003, 11:32 PM
الصورة الرمزية الريادة

الريادة الريادة غير متواجد حالياً

مشرف سابق

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي وصية أبي بكر رضي الله عنه


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد:


وصية أبي بكر قال المؤلف رحمه الله تعالى: لقد بلغني أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قام من ساعته يمشي على قدميه، وحوله جماعة من الاصحاب منهم: عمر وعثمان وعلي ـ رضي الله عنه ـ، وخرجوا إلى ظاهر المدينة،ووقع النداء في الناس، وكبروا بأجمعهم فرحا لخروجهم، وأجابتهم الجبال لدوي أصواتهم، وعلا أبو بكر على دابته حتى أشرف على الجيش، فنظر اليهم قد ملئوا الارض، فتهلل وجهه.

وقال: اللهم انزل عليهم الصبر وأيدهم ولا تسلمهم الى عدوهم انك على كل شيء قدير.

وكان أول من دعاه أبو بكر: يزيد بن أبي سفيان وعقد له راية، وأمره على الف فارس من سائر الناس، ودعا بعده رجلا من بني عامر بن لؤي، يقال له ربيعة بن عامر، وكان فارسا مشهورا في الحجاز، فعقد له راية وأمره على ألف فارس، ثم أقبل ابو بكر على يزيد بن أبي سفيان.

وقال له هذا ربيعة بن عامر من ذوي العلا والمفاخر،قد علمت صولته وقد ضممته اليك وأمرتك عليه، فاجعله في مقدمتك وشاوره في أمرك ولا تخالفه.

فقال يزيد: حبا وكرامة، وأسرعت الفرسان الى لبس السلاح واجتمع الجند، وركب يزيد بن أبي سفيان وربيعة بن عامر وأقبلا بقومهما الى أبي بكر رضي الله عنه، فأقبل يمشي مع القوم.

فقال يزيد: يا خليفة رسول الله: الناجي من غضب الله من رضيت عنه، لا نكون على ظهور خيولنا وأنت تمشي، فأما ان تركب وأما ان ننزل، فقال: ما انا براكب وما أنتم بنازلين، وسار الى أن وصل الى ثنية الوداع فوقف هناك، فتقدم اليه يزيد فقال: يا خليفة رسول الله أوصنا فقال.

اذا سرت فلا تضيق على نفسك ولا على اصحابك في مسيرك، ولا تغضب على قومك ولا على اصحابك وشاورهم في الامر، واستعمل العدل وباعد عنك الظلم والجور، فانه لا افلح قوم ظلموا، ولا نصروا على عدوهم، واذا لقيتم القوم فلا تولوهم الادبار {ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير} واذا نصرتم على عدوكم فلا تقتلوا ولدا ولا شيخا ولا امرأة ولا طفلا، ولا تعقروا بهيمة المأكول، ولا تغدروا اذا عاهدتم، ولا تنقضوا اذا صالحتم، وستمرون على قوم في الصوامع رهبانا يزعمون انهم ترهبوا في الله فدعوهم، ولا تهدموا صوامعهم، وستجدون قوما آخرين من حزب الشيطان، وعبدة الصلبان، قد حلقوا أوساط رؤوسهم حتى كأنها مناحيض العظام، فاعلوهم بسيوفكم حتى يرجعوا الى الاسلام،او يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وقد استودعتكم الله.

ثم عانقه وصافحه وصافح ربيعة بن عامر وقال: يا عامر اظهر شجاعتك على بني الاصفر، بلغكم الله آمالكم وغفر لنا ولكم.

قال: وسار القوم ورجع أبو بكر رضي الله عنه بمن معه الى المدينة، قال: فجد القوم في السير، فقال ربيعة بن عامر: ما هذا السير يا يزيد وقد أمرك أبو بكر أن ترفق بالناس في سيرك.

فقال يزيد: يا عامر انا أبا بكر رضي الله عنه سيعقد العقود، ويرسل الجيوش، فاردت ان اسبق الناس الى الشام، فلعلنا ان نفتح فتحا قبل تلاحق الناس بنا، فيجتمع بذلك ثلاث خصال: رضاء الله عز وجل، ورضاء خليفتنا، وغنيمة نأخذها.

فقال ربيعة: فسر الان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

قال: فأخذ القوم في السير على وادي القرى ليخرجوا على تبوك ثم على الجابية الى دمشق.

قال: واتصل الخبر للملك هرقل من قوم من عرب اليمن المتنصرة كانوا في المدينة، فلما صح عند الملك ذلك، جمع بطارقته في عسكره .

وقال لهم: يا بني الاصفر، ان دولتكم قد عزمت على الانهزام، ولقد كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وتقيمون الصلاة، وتؤثرون الزكاة التي امركم بها الآباء والاجداد والقسس والرهبان، وتقيمون حدود الله التي أمركم بها في الانجيل، لا جرم انكم ما قصدكم ملك من ملوك الوشاة ونازعكم على الشام الا وقهرتموه، ولقد قصدكم كسرى بجنود فارس فانكسروا على اعقابهم، والان قد بدلتم وغيرتم فظلمتم وجرتم، وقد بعث اليكم قوما لم يكن في الامم أضعف منهم عندنا، وقد رمتهم شدة الجوع إلينا.

فقالوا: أيها الملك، نردهم عن مرادهم ونصل الى مدينتهم، ونخرب كعبتهم، قال: فلما سمع مقالتهم وتبين اغتياظهم، جرد منهم ثمانية آلاف من أشجع فرسانهم، وأمر عليهم خمسة من بطارقتهم، وهم البطاليق وأخوه جرجيس، وصاحب شرطته، ولوقا بن سمعان، وصليب بن حنا صاحب غزة، وكانت هذه الخمسة البطارقة يضرب بهم المثل في الشجاعة والبراعة، ثم تدرعوا واظهروا زينتهم، وصلت عليهم الامة صلاة العصر.

فقالوا: اللهم انصر من كان منا على الحق، وبخروهم ببخور الكنائس، ثم رشوا عليهم من ماء العمودية، وودعوا الملك، وساروا وأمامهم العرب المتنصرة يدلونهم على الطريق.

قال: حدثني رفاعة عن ياسر بن الحصين قال: بلغني أن اول من وصل الى تبوك كان يزيد بن سفيان وربيعة بن عامر ومن معهما من المسلمين، قبل وصول الروم بثلاثة ايام، فلما كان في اليوم الرابع والمسلمون قد عموا بالرحيل إلى الشام، إذ أقبل جيش الروم، فلما رآه المسلمون اخذوا على أنفسهم، وكمن ربيعة بأصحابه الالف وأقبل يزيد بأصحابه الالف، ووعظهم وذكر الله تعالى.

وقال لهم: اعلموا ان الله وعدكم بالنصر وأيدكم بالملائكة، وقال الله تعالى في كتابه العزيز{كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله والله مع الصابرين}

وقد قال : الجنة تحت ظلال السيوف وأنتم أول جند دخل الشام وتوجه لقتال بني الاصفر، فكأنكم بجنود الشام، واياكم ان تطمعوا تطمَّعوا العدو فيكم، وانصروا الله ينصركم، فبينما يزيد يعظ الناس، واذا بطلائع الروم قد اقبلت وجيوشها قد ظهرت، فلما رأوا قلة العرب طمعوا فيهم، وظنوا انه ليس وراءهم أحد، فبربر بعضهم على بعض بالرومية.

وقالوا: دونكم من يريد أخذ بلادكم واستنصروا بالصليب فانه ينصركم، ثم حملوا وتلقاهم اصحاب رسول الله بهمم عالية، وقلوب غير دانية، ودار القتال بينهم وتكاثرت الروم عليهم، وظنوا انهم في قبضتهم، اذ خرج عليهم ربيعة بن عامر رضي الله عنه بالكمين، وقد اعلنوا بالتهليل والتكبير والصلاة على البشير النذير، وحملوا على الروم حملة صادقة، فلما عاينت الروم من خرج عليهم انكسروا والقى الله الرعب في قلوبهم فتقهقروا الى ورائهم ونظر ربيعة بن عامر الى البطاليق وهو يحرض قومه على القتال فعلم،انه طاغية الروم فحمل عليه وطعنه طعنة صادقة فوقعت في خاصرته وطلعت من الناحية الاخرى، فلما نظر الروم الى ذلك ولوا الادبار وركنوا الى الفرار ونزل النصر على طائفة محمد المختار.

فقال يزيد: يا ربيعة أنا أخاف عليك من القوم لانك قد قتلت كبيرهم بالامس.

فقال ربيعة:{قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} واني أوصيك والمسلمين أن تكون همتكم عندي فاذا رايتم القوم غدروا بي فاحملوا عليهم ثم ركب جواده وسار حتى اتى جيش الروم وقرب من سرداق اميرهم.

فقال القداح: عظم جيش الملك وانزل عن جوادك فقال ـ ربيعة رضي الله عنه ـ ما كنت بالذي انتقل من العز الى الذل ولست أسلم جوادي لغيري وما أنا بنازل الا على باب السرداق والا رجعت من حيث جئت لاننا ما بعثنا اليكم بل انتم بعثتم الينا، قال: فأعلم القداح الروم بما تكلم به ربيعة بن عامر.

فقال بعضهم لبعض: صدق العربي في قوله دعوه ينزل حيث اراد قال: فنزل ربيعة على باب السرداق وجثا على ركبته وأمسك عنان جواده بيده وسلاحه.

فقال له جرجيس: يا أخا العرب لم تكن أمة أضعف منكم عندنا وما كنا نحدث انفسنا انكم تغزوننا وما الذي تريدون منا .

فقال ربيعة نريد منكم أن تدخلوا في ديننا، وأن تقولوا بقولنا وان أبيتم تعطونا الجزية عن يد وانتم صاغرون والا فالسيف بيننا وبينكم.

فقال جرجيس: فما منعكم أن تقصدوا الفرس، وتدعون الصداقة بيننا وبينكم.

فقال ربيعة: بدأنا بكم لانكم اقرب الينا من الفرس وان الله تعالى أمرنا في كتابه بذلك قال الله تعالى{ يا ايها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار، وليجدوا فيكم غلظة}.

قال جرجيس: فهل لك أن تعقد الصلح بيننا وبينكم وأن نعطي كل رجل منكم دينارا من ذهب وعشرة أوسق من الطعام، وتكتبوا بيننا وبينكم كتاب الصلح لا تغزون الينا ولا نغزوا اليكم.

قال ربيعة: لا سبيل الى ذلك وما بيننا وبينكم الا السيف او اداء الجزية أو الاسلام.

قال جرجيس: أما ما ذكرت من دخولنا في دينكم فلا سبيل الى ذلك، ولو نهلك عن آخرنا لاننا لا نرى لديننا بدلا واما اعطاء الجزية فان القتل عندنا أيسر من ذلك، وما انتم بأشهى منا الى القتال والحرب والنزال، لأن فينا البطارقة وأولاد الملوك ورجال الحرب وارباب الطعن والضرب قال جرجيس لأصحابه: علي بأنفس صقالبة حتى يناظروا هذا البدوي في كلامه قال: وكان الملك هرقل قد بعث معهم قسيسا عظيما عارفا بدينهم مجادلا عن شرعهم، قال: فأتى الحاجب به فلما استقر به الجلوس قال له جرجيس:

يا أبانا استخبر من هذا الرجل عن شريعتهم وعن دينهم فقال القسيس: يا أخي العربي انا نجد في علمنا ان الله تعالى يبعث من الحجاز نبيا عربيا هاشميا قرشيا.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------

*يتبع ..........

 


توقيع الريادة  

 

رد مع اقتباس