عفوًا !! لا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منّا !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ؛ وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى ؛ وبعد :
مبدأ خاطيء تفوح منه رائحة الظلم ؛ ذاك الذي كنّا نسمعه أو نراه يطبّق على لسان بعض المدرّسين –وللأسف !- وهو (( الحسنة تخص والسيئة تعم )) ؛ وهذا يطبّقه الكثيرون ؛ فنرى -مثلاً- المدرّس الذي أتى بالاختبار الصعب المُعضِلْ جدًّا -أو ألغى فضيلة معيّنة- فإن سُئِلْ قال لوجود بعض المشاغبين .
إنّ النظر إلى الجزء (الخصوص) والحكم به على الكل (العموم) يؤدّي إلى إلزامات كثيرة لا يرتضيها عاقل ولا مجنون !! ؛ وعند علماء الأصول أنّ لازم المذهب ليس بمذهب ؛ وعند المتكلّمين والمناطقة أنّ النجاح والإخفاق ليست بمقياس للحق والباطل ؛ فالخطأ في الفاعل لا في الفعل ؛ ونظير هذا شيوع شيء من الفسق أو.. أو.. في بعض المسلمين وتطبيقهم له لا يعني موافقة باقي المسلمين له أو أنّ الإسلام يدعو إلى مثل هذا ويؤيّده ؛ وهذا رد منصف على أولئك الطاعنين في الإسلام بسبب تشويش وتشويه البعض من أبنائه -هداهم الله- له.
وهذا خلط واضح كثر من يقع فيه بقصد وبغير قصد ؛ فيخلطون بين الفعل والفاعل ؛ فينهون عن الفعل ويردّونه بخطأ فاعل أو اثنين ؛ وإنّا لنجد من يصلّي الصلاة ولا يتقنها ويدخل الحرم الشريف بغرض السرقة ويتصدّق بغرض الرياء ؛ فليقل هذا الدَّعِي بفرضيّة النهي عن هذه الأفعال ؟!!
ولا أدري أين يُذهَبْ بمثل قوله تعالى {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} و {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فهل قضى مولانا تبارك وتعالى بعقاب وعذاب كل (الناس) بما فيهم من صالح وطالح ؟! قطعًا لا !! ؛ وإن تعجب الآن فاعجب من أولئك الذين يُطبِّقْون وبكل تعصّب هذا على أنّه ميزان الحق العادل وما سواه باطل !! أعني من إذا حاورته في فعل ارتكبه إرواءًا لغليل غضبه ثار عليك ولم تسطِعْ فهم كلمة من كلامه ؛ وبعد تروّيه وهدوءه لا يعود أبدًا بل يزال مصرًّا على رأيه بكل تعسّف !! فلعنة الله على تلك الجاهليّة .
وبذا نقولها بأعلى صوت : لا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منّا فالخطأ خطأهم ؛ وكثير ممّن يطبّقه يطبّقه لا إراديًّا ! ؛ والإشكال كل الإشكال فيمن يستفق من لحظة غضبه ويصر عليه ولا يعود ؛ والله يرعانا ويرعاكم .
تنبيه : للمسألة استثناءات ومباحث وجوانب ؛ لم أتطرّق إليها للاختصار ؛ أسأل الله تيسير النظر فيها بتعمّق.