[Mohannad Najjar]

كتب أخونا ( حمزة القشقري ) في نوتته في الفيسبوك
( وبالمنآسبة كل آلموآقف ذكرهآ آلأستآذ أحمد آلشقيري في آلمحآضرة بس نسيت أذكرهآ )
___________________
قبل يومين من يوم الأربعاء كتبت: إن التعرف على تجارب الآخرين من أنفع الأشياء ..
و يوم الأربعاء كنت على موعد غريب مع ذاتي !

كان يوماً صعباً جداً علي، و أنا - كما قلت لصديقي سامي - مضطرب جداً الآن ، الاضطراب على صعيد العقل طبعاً ..!
و أشعر أني بدأت أهلوس !
من بعد صلاة الفجر، إلى الثامنة و أنا أردد:
و تُريد لحاقي و تريد لحاقي !

كل من حولي ظنني مجنوناً !
المارة من حولي، الراكب في السيارة التي بجواري عند الإشارة، عامل النظافة المار من أمام بيتنا !

كلهم ..!

أأنام سهران الدجى و تبيته نوماً و تبغي بعد ذاكَ لحاقي !

اسمعوا يا قوم ، لن أحدثكم عن ألف يوم و يوم .. إنما هو الأمس فقط ..

و ليس الأمس كله، بل ثلاث ساعات منه ..
من العاشرة إلى الثانية عشر ليلاً ، ثم من الرابعة إلى الخامسة فجراً ..

تلقيت صفعتين متتاليتين، و طبقت النص الإنجيلي: إذا صفعك أحدهم في خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر ..
لكني سأترك الحديث عن الصفحة الثانية في وقت لاحق، و تكفيكم الصفعة اليابانية ..
--

في تمام العاشرة، امتلأ ألف مقعد في مسرح الغرفة التجارية، و في تمام العاشرة بدأ أحمد الشقيري محاضرته، في تمام العاشرة يا إخوة .. فحتى هو تلقى درساً يابانياً ثميناً !

صدقوني، تجربة لا بد من قرائتها في كتاب: خواطر 3 ، و لا بد من متابعة البرنامج خواطر 5 .. أقول لا بد ..
لنعلم أننا نمشي في زمن الصاروخ !

أتعلمون، مدير مدرسة حكومية ابتدائية هناك يقف مبتسماً كل صباح عند تقاطع الشارع و يحيي كل طلاب الابتدائية بالانحناء لهم، و كل هذا قبل الدوام الرسمي بربع ساعة !
المدير يأكل الطعام المدرسي قبل الطلاب كلهم بنصف ساعة ليتأكد من سلامة و نظافة الطعام !
المدير ذاته يغضب حين يسأله الشقيري لماذا تفعل هذا و يجيب بحماسة: إن هؤلاء الطلاب هم مستقبل اليابان !

المدرس هناك ينحني على ركبتيه و ينظف الأرضية بجوار التلميذ في فترة التنظيف !
المدرس يلعب مع الطلاب في الفسحة لأن واجبه أن يكون صديقاً للتلميذ !
المدرس ذاته لا ينادي الطالب بإسمه مجرداً، بل بلقب: أستاذ، أو السيد !

المدير يقول: ليس التحصيل العلمي هو الأهم الآن، بل زرع الثقافة اليابانية !
الشرطي يقول: لا شيء يضيع في اليابان !
مدير المصنع يقول: لا دخان في اليابان، ثم يقول: لا رائحة لنفايات اليابان ..
العامية تقول: العصي ( عصي الطعام ) هي ثقافة يابانية و نحرص عليها حتى عند سفرنا للخارج !


اعتزاز بالقيم ، وعي جماهيري عالي، ثقافة مزروعة منذ الصغر، إسلامٌ بلا مسلمين !

عامل النظافة لا يُسمى عامل نظافة، بل: مهندس صحة !
و راتبه يزيد عن 5 آلاف دولار ..
و الناس تنظر إليه باحترام لأن مهنته حساسة !

سائق التاكسي راتبه يزيد عن 6 آلاف دولار .. و يلبس لبس موحد يلبسه جميع السائقين، و يجد كل احترام ..

قيمة للإنسان .. !

بل ، في كل حمام زر خاص يُصدر صوت " شد سيفون "، مجرد صوت من غير ماء، لمن أراد أن يصدر صوتاً حتى لا يؤذي أحداً يسمع، و حتى لا يشعر هو بالحرج، و حتى لا يُهدر الماء !


يقسم الشقيري، أنه رأى في قسم المفقودات عند الشرطة، لبانة !

لبانة يا قوم !

فهل أنتم مسلمون ؟